البيانات الاساسيه

السيره الذاتيه

 

السيرة الذاتية                    

اسم :أحمدعبدالمطلب على عبدالمطلب

 الجنسية : مصرى

تاريخ الميلاد16/12/1985          

 

المؤهل الجامعي والتخصص وتاريخ الحصول عليه:

¡ الشـهادة الجـامعية ليسانس اداب وتربية شعبة التربية الخاصة كلية التربية جامعة حلوان تقدير جيد جدا مع مرتبةالشرف(2007)

¡  دبلومة المهنية فى اضطربات والكلام (التخاطب) تقدير جيد جدا كليةالتربية جامعة عين شمس (2008).

¡   دبلومة خاصة فى التربية الخاصة تقديرجيد جدا كلية التربية جامعة عين شمس (2009)

¡ ماجســــــتير: الحصول على درجة الماجستير في التربية بتقدير ممتاز رسالة بعنوان (فاعلية برنامج قائم على استخدام الانشطة غير الصفية في تنمية بعض المهارات اللغوية للاطفال المعاقين عقلياً القابلين للتعليم) بمعهد الدراسات التربوية جامعة القاهرة بتاريخ 1 فبراير عام 2015.

الدكتوراة : الحصول على درجة الدكتوراه في فلسفة التربية بتقدير ممتاز مع التوصية بالتبادل بين الجامعات والرسالة بعنوان ( فاعليه برنامج قائم على نظرية تنظيم المعلومات ومعالجتها في تنمية بعض المهارات اللغوية والاجتماعية للأطفال ذوي الإعاقة العقلية المدمجين )

 

الدورات التدريبية والورش وتاريخها:

1- دورة فى التعامل مع الطالب ذو إعاقة التوحد بواقع 16 ساعة من الاحد14 مارس وحتى 17 مارس 2010.

2- دورة مدرسين الظل لأطفال الأوتيزم فى الفترة من 8/3/2008إلى 8/4/2008باجمالى 76ساعة.

3- دورة عن صعوبات التعلم والعلاج الوظيفى فى الفترة من 20/2/2007إلى 17/5/2007الهيئة العامة للمستشفيات التعليمية المعهد القومى للجهاز الحركى العصبى.

4- دورة فى الشلل الدماغى بواقع 20ساعة من 6/6/2010إلى 10/6/2010.

5-الدورة التدريبية فى استخدام الحاسب تقدير جيد جدا من29/10/2006إلى 21/11/2006.

6- الرخصة الدولية للحاسب الالىICDL .

7- دورة فى INTEL Teacher Program .

8- دورة صيانة الكمبيوتر فى الفترة من 19/11 إلى 28/11/2006.

9- ورشة عمل التعلم التعاوني ...بين النظرية والتطبيق تاريخ 12/11/2013.

10- ورشة عمل إعداد الإختبارات الإلكترونية تاريخ 27/11/2013.

11-ورشة عمل في السمنة والبدانة تاريخ 2/12/2013.

12 –ورشة عمل في فن الآيرس تاريخ 5/12/2013.

13- إعداد ورشة عمل بعنوان صعوبات التعلم والرياضيات بين الواقع وآفاق المستقبل3/12/2013.

14- إعداد ورشة عمل بعنوان صعوبات التعلم وعلاقتهابالتخاطب 25/3/2014.

15-ورشة عمل البرامج والاستراتيجيات التعليمية العلاجية وإعداد الوسائل التعليمية تاريخ 1-3 إبريل 2014.

16-المشاركةفي معرض البحرين الدولي للحدائق 2014 التكنولوجيا الزراعية.

17- ورشة التوجهات الحديثة في تعديل السلوك دكتور سعيد اليماني 2014.

18- ورشة التسوق عبر الانترنت مارس 2014.

19- إعداد ورشة عمل بعنوان صعوبات التعلم ..الإكتشاف والعلاج 14/12/2014.

20- ورشة عمل المفاهيم الهندسية لطلاب المرحلة الإعدادية من 15-19فبراير 2015.

21- ورشة عمل في (التدقيق في أعمال الطلبة الصفية)8/3/2015.  

22- ورشة في استراتيجيات التعليم والتعلم في الخميس 8 يناير 2015م.

23- شهادة تمييز للمشاركة الفعالة بالمجموعة طوال عام 2014/2015م.

 

 

الخبرات الوظيفية وتاريخها:

1-   العمل مدرس فى مدرسة تربية فكرية بإدارة الوايلى التعليمية بالقاهرة مصر من 1/10/2007إلى 17/9/2013.

2-   العمل اخصائى تخاطب بمستشفى غار حراء بمصرالجديدة القاهرة مصر من 15/7/2008وحتى 1/9/2013.

3-   العمل اخصائى تخاطب وإضطربات نطق بمستوصف بلال من 15/11/2012وحتى15/9/2013.

مصر : 01120961550(2+)

عنوان رسالة الماجستير

أنثروبولوجيا ما بعد الحداثة: دراسة تحليلية نقدية

ملخص رسالة الماجستير

... منذ منتصف ثمانينيات القرن الماضي يتخلل خطاب ما بعد الحداثة مختلف أوجه الحياة الفكرية، طارحًا في علم الجمال والنظرية الثقافية مشكلة ما إذا كانت الحداثة في الفنون لم تمت فعلاً، وطارحًا في الفلسفة جدالات نهاية التقاليد الحديثة المستندة على كانط وهيجل وكارل ماركس، مقابل الاحتفاء بفلسفة ما بعد حداثية ترتبط بأسماء نيتشه ومارتن هايدجر ثم جاك دريدا وجان فرانسو ليوتار. وقد أثار هذا الخطاب دعاوى موت العلم الاجتماعي الحديث. وامتد تأثيره ليطبع بطابعه مختلف مجالات الإبداع، من العمارة وترتيب الفراغ إلى الفنون التشكيلية والبصرية والمشهدية وفنون الموسيقى وحتى الكتابة الإبداعية ووسائل الإعلام والإعلان. ليصير بذلك محددًا هامًّا في مناقشات الخطاب النقدي والنظرية الاجتماعية والأنثروبولوجية ونظرية المعرفة. ويشير خطاب ما بعد الحداثة إلى حدوث تحولات هامة في المجتمعات الغربية: تطورات اقتصادية وتكنولوجية تثير القلق، وفوران اجتماعي وثقافي ناشئ عن تحلل أنماط التفكير والحياة المألوفة والمستقرة. ويعني أن الغرب قد دخل مرحلة تاريخية جديدة تتجاوز الحداثة وتتخطاها. وخطاب ما بعد الحداثة يجسد أيديولوجية الإمبريالية الأمريكية المعاصرة والرأسمالية المعولمة التي ترتكز على حق التدخل لإخضاع الآخر أو تغيير نظامه عنوة كما حدث في العراق أو لفرض الاستقرار السياسي واحترام حقوق الإنسان. إذ تؤكد ما بعد الحداثة أن عهد الدول القومية قد راح وانقضى وأننا نحيا في عهد ما بعد الدولة القومية وذلك في ظل كونية عالمية جديدة لا تصبح للحدود فيها نفس القداسة التي تمتعت بها منذ نشوء الدولة القومية الحديثة. وتمثل ما بعد الحداثة حركة فكرية، ثمرة للحداثة ونقدًا لها: أي أن العلاقة بينهما علاقة تمفصل لا انقطاع. وتؤسس هذه الحركة لذاتها باعتبارها النقيض المقابل لحركة الحداثة الغربية ومرتكزاتها المحورية الثلاثة التي ترفد من تراث التنوير وأقصد: العلم، والعقلانية والعمومية. ومصطلح ما بعد الحداثة ذاته طرحه المعماريون في نهاية الأربعينيات تجسيدًا للخروج على كل ما هو نمطي ومألوف. واليوم تهمين الاتجاهات ما بعد الحداثية على ميادين العلم الاجتماعي والإنسانيات فيما يعرف بقطيعة ما بعد النموذج الإرشادي Post Paradigm Break. وتهاجم هذه الاتجاهات الأجندة الفكرية للعلم الاجتماعي الحديث التي تستند على الرؤى العلمية الوضعية. وتتحدد مقولات ما بعد الحداثة بإيجاز فيما يلي: 1 ـ تمثيل الحياة الاجتماعية على أنها نص. 2 ـ الارتقاء أو الارتفاع بالنص واللغة إلى مستوى الظواهر التي لها وجود مستقل. 3 ـ تطبيق التحليل الأدبي على جميع الظواهر. 4 ـ الشك في الواقع أو مساءلته، وفي مدى قدرة وكفاءة اللغة لوصف هذا الواقع. 5 ـ ازدراء ورفض المنهج. 6 ـ رفض النظريات الكبرى الشاملة والأنساق الفكرية المغلقة التي عادة ما تأخذ شكل الأيديولوجيات على أساس أنها في زعمها تقديم تفسير كلي للظواهر قد ألغت حقيقة التنوع الإنساني والثقافي وانطلقت من حتمية وهيمنة لا أساس لها. 7 ـ الدفاع عن تعددية الأصوات والآراء والمعارضة Pastiche. 8 ـ التركيز على علاقات القوة والهيمنة الثقافية. 9 ـ رفض المؤسسات والنظم والمنجزات الغربية خاصة العلم والعقل الغربي. 10 ـ تبني موقف النسبية المتطرفة والنزوع إلى العدمية. إن الخاصية الأساسية التي تميز ما بعد الحداثة هي التعددية التي لا تقبل الاختزال: تعددية الثقافات، التقاليد المجتمعية، الأيديولوجيات، صور الحياة، ألعاب اللغة، النظريات، الأنساق الفكرية، المعايير. كذلك تؤكد ما بعد الحداثة الانتقائية والتلقائية واللعب والتجزؤ، وتثير شكوكًا حول اليقين من أي نوع. وترفض العموميات باعتبارها غير موضوعية وغير واقعية وبالتالي ترفض الثوابت والعقلانية التي تؤدي إلى الاحتكار التعسفي للحقيقة. وما دام تيار ما بعد الحداثة لا يعترف بالشمولية والعمومية فإن التأكيد يكون بالضرورة على النسبية في النظر إلى الثقافة والمجتمع والتاريخ. كذلك يؤكد ما بعد الحداثيون على المراوغة لا الحتمية، والتنوع لا الوحدة، والاختلاف لا التوحد أو التماثل، والتعقيد لا التبسيط. ويرفضون كل عمليات التمثيل ونظرياته. ويرفضون ثنائيات الحداثة الغربية مثل ذاتي/ موضوعي، والعقل/ الجسد، والطبيعة/ الثقافة، والذكر/ الأنثى، وعقلاني/ عاطفي. ويركزون على الهامش والمهمل والبعيد عن المركز والمفتقرين للقوة. كذلك ترفض ما بعد الحداثة فكرة وجود حدود أكاديمية صارمة بين العلوم الطبيعية والإنسانيات والعلوم الاجتماعية، بين الفن والأدب، بين الثقافة والحياة، بين الخيال والنظرية، بين الصورة والواقع في كل ميادين النشاط والمعرفة الإنسانية. وفي الأنثروبولوجيا أفرز المناخ النقدي، الذي يخيِّم على الدوائر الأنثروبولوجية منذ ستينات القرن الماضي، خطاب أنثروبولوجيا ما بعد الحداثة. إذ يعتبر هذا الخطاب نتيجة منطقية لحركة النقد أو سلسلة الانتقادات الداخلية المحتدمة في الأنثروبولوجيا، والمتمثلة في الأنثروبولوجيا النسوية والماركسية والبنائية والمعرفية والرمزية والتفسيرية، والتي تمثل في مجملها مقدمات فكرية وإرهاصات نقدية لتيار أنثروبولوجيا ما بعد الحداثة، بعد ما أخفقت جميعها في مواجهة ذلك الانقسام والتمزق في الأنثروبولوجيا الكلاسيكية بين من يتشبثون بمشروع التنوير ومن يؤكدون على التعددية والنسبية والتنوع. وقد أدت هذه الانتقادات إلى ظهور أزمتين: أبستمولوجية وأخلاقية قادتا بدورهما إلى ظهور أزمة التمثيل التي صارت منطلقًا لاتجاهات ما بعد البنائية وما بعد الحداثة التي استلهمت تطورات ما بعد حداثية أخرى في ميادين العمارة والنقد الأدبي والفلسفة والفنون والتاريخ. وتيار أنثروبولوجيا ما بعد الحداثة هو أحد تيارات ما بعد الحداثة العامة التي تجتاح العلوم الاجتماعية وتكاد تعصف بمرتكزاتها. بل ويمكن القول أن الأنثروبولوجيا كانت أكثر العلوم الاجتماعية تأثرًا بهذا التيار الذي وجد فيها ميدانًا أخيرًا للصراع مع أنصار الحداثة ونقد مشروع الحداثة الذي جسدته. ويرجع ذلك إلى أن الأنثروبولوجيا كانت أكثر العلوم الاجتماعية تمثيلاً وتعضيدًا لمشروع الحداثة الغربي، فقد وفرت الأنثروبولوجيا للغرب الحديث صورة يدركها على أساسها ذاته، وهي صورة المجتمعات والثقافات غير الغربية التي وصفت أحيانًا بأنها بدائية أو متوحشة أو متخلفة ... أضف إلى ذلك أن الأنثروبولوجيا الكلاسيكية قد ارتكزت على منظور النسبية الثقافية الذي يتشدق به أنصار ما بعد الحداثة اليوم. ويشير تيار أنثروبولوجيا ما بعد الحداثة إلى لحظة انقطاع أبستمولوجية ومنهجية عن الأنثروبولوجيا الحديثة التي يؤرخ لها افتراضًا من عشرينيات وحتى منتصف سبعينيات القرن العشرين. ويؤكد على نسبية العلوم الإنسانية والاجتماعية ورفض دعاوي علمية الأنثروبولوجيا، والتأكيد على ضرورة الاعتراف بالذات في علاقتها بالموضوع، إذ ينظر إلى الحيادية والموضوعية على أنها وهم. ويثير هذا التيار مناقشات وجدلاً واسع النطاق حول عدد من القضايا من أهمها مشروعية دراسة الآخر الثقافي وتمثيله والكتابة عنه، وتعددية الآراء والأصوات ووجهات النظر، والخيال الأنثروبولوجي والانعكاسية، وأهمية النظرية الكبرى وإرهاب الحقيقة، والواقع، والوضعية العلمية والمنهج الحديث ... وغيرها. وقد حاولت هذه الدراسة الإجابة على عدة تساؤلات هامة: أولاً ما طبيعة التحولات النظرية والمنهجية التي شهدتها دوائر الأنثروبولوجيا في النصف الثاني من القرن العشرين وحتى يومنا هذا. ثانيًا: ما مدى الانحراف الذي تظهره الأنثروبولوجيا ما بعد الحداثية المعاصرة عن النموذج الإرشادي الكلاسيكي والإطار المرجعي للأنثروبولوجيا الحديثة؟ وما هي طبيعة وقسمات قوالب الفكر الكلاسيكي التي حملت في أطوائها تطلعات أنثروبولوجيي الحداثة إلى تحقيق علمية ووضعية الأنثروبولوجيا، والانتقادات ما بعد الحداثية التي تنخر في جسد هذه القوالب النمطية الجامدة؟ وأخيرًا ما هي الأيديولوجيا التي تتوارى خلف فكر ما بعد الحداثة الخلاسي المتنافر. وفي محاولة للإجابة على هذه التساؤلات قُسمت هذه الدراسة إلى سبعة فصول رئيسية. الفصل الأول ويتناول إشكالية مصطلح ما بعد الحداثة وذلك بقصد إزالة بعض مظاهر الغموض والاضطراب المفاهيمي التي تكتنف هذا المصطلح. ويتطرق كذلك إلى مصطلح وحركة الحداثة الغربية، ومصطلح وحركة ما بعد الحداثة ومقولاتها المحورية وتجلياتها في بعض الميادين كالعمارة وعلم الاجتماع والفلسفة والتاريخ. ثم يعرض بإيجاز لبعض المصطلحات وثيقة الصلة بمصطلح ما بعد الحداثة وذلك تحاشيًا للخلط والالتباس المفاهيمي. وأخيرًا يعرض هذا الفصل لأهم مقولات وجذور أنثروبولوجيا ما بعد الحداثة. أما الفصل الثاني فيركز على أزمة التمثيل باعتبارها المنطلق الرئيسي لتيار أنثروبولوجيا ما بعد الحداثة. حيث يلقي الضوء على أزمة الأنثروبولوجيا التي أفضت إلى أزمة التمثيل الأنثروبولوجي، وعلى نظرية التمثيل الحديثة والانتقادات الموجهة لها. وكذا البدائل ما بعد الحداثية لنظرية التمثيل. وأخيرًا يتطرق هذا الفصل إلى الدور الذي لعبته أزمة التمثيل في بلورة مقولات وقضايا أنثروبولوجيا ما بعد الحداثة. ويركز الفصل الثالث على قضية الحقيقة والنظرية الأنثروبولوجية فيتناول الرؤى الحديثة للحقيقة والنقد ما بعد الحداثي لها، ويعرض كذلك لطبيعة وبناء النظرية الأنثروبولوجية الحديثة وأهم النظريات الكبرى في الأنثروبولوجيا والنقد ما بعد الحداثي والميثودولوجيا الحدثية والنقد ما بعد الحداثي لها. ويتطرق إلى فكرة موت الواقع ونقد خطاب الأنثروبولوجيا العلمية ونقد الوضعية العلمية، والموقف من الذاتية والانعكاسية في أنثروبولوجيا ما بعد الحداثة، والبدائل المنهجية ما بعد الحداثية، ودور العقل والخيار الأنثروبولوجي ومعايير الحكم والتقييم. أما الفصل الخامس فيتناول اتجاه كتابة الثقافة ما بعد الحداثي والنقد ما بعد الحداثي للسلطة الأثنوجرافية التقليدية والبدائل المطروحة. ويتناول الفصل السادس مفهوم الثقافة بين الحداثة وما بعد الحداثة على اعتبار أن هذا المفهوم يعد مؤشرًا أو مقياسًا للتحول من الحداثة إلى ما بعد الحداثة في الأنثروبولوجيا بمعنى أن ما يطرأ على مفهوم الثقافة من تحولات يعكس بطرية أو بأخرى ما يطرأ على الأنثروبولوجيا من تحولات نظرية ومنهجية نظرًا لأنه المفهوم المحوري الذي تنهض عليه الأنثروبولوجيا وتتراتب حوله دراساتها الأثنوجرافية والنظرية. ويتناول الفصل السابع بعض المزالق المنطقية والأخلاقية لتيار ما بعد الحداثة. وأخيرًا تستشرف المناقشات الختامية مستقبل ما بعد الحداثة في العلوم الاجتماعية وتقيِّم هذه الحركة بطريقة نقدية. وقد تمخضت هذه الدراسة عن عدة نتائج من أهمها: 1 ـ أن فكر ما بعد الحداثة يجسد في جوهرة أيديولوجية الإمبراطورية الأمريكية المعاصرة والرأسمالية المعولمة التي تخترق القوميات وتسعى إلى تقويضها. كذلك انضوى هذا الفكر على معضلات أخلاقية ومنطقية ورؤى تتهدد رواسخ وقناعات الآخر وتبرر السيطرة عليه واستغلاله وتهدد بطمس هويته الفذة وتفتيت خصوصيته الثقافية، أي اختراق ثقافته. 2 ـ تيار ما بعد الحداثة هو امتداد طبيعي للصراع المستديم في الأنثروبولوجيا بين الاتجاهات التفسيرية الوضعية والاتجاهات التأويلية إذ يرفد هذا التيار من تراث وخلفية بواس وتلامذته ومن رؤى أصحاب الاتجاهات التفسيرية وبخاصة كليفورد جيرتز. 3 ـ لعب هذا التيار دورًا هامًّا في زعزعة استقرار القناعات والمفهومات الراسخة التي تبلورت في أحضان الاستعمار الغربي الكلاسيكي والجديد للآخر الثقافي. ويكشف عن محاولات الغرب الأنجلو أمريكي التحرر من الأوهام الوضعية الزائفة التي لازلنا نتشدق بها. وقد لعب هذا التيار دورًا مؤثرًا في تفكيك مقولات الأنثروبولوجيا الحدثية ودعَّم النقد الذاتي الانعكاسي الذي لا يعتبر ممارسات تدميرية تهدد وجود الأنثروبولوجيا بقدر ما يضعها في داخل السياق العالمي سريع التغير. 4 ـ يطور هذا التيار منهجيات واستراتيجيات وأساليب جديدة من أهمها الأثنوجرافيا الانعكاسية والأثنوجرافيا متعددة المواقع Multi-Sited والتفكيك والتفسير الحدسي والتأويل. 5 ـ التفكيك ما بعد الحداثي لخطاب الأنثروبولوجيا العلمية ليس تفكيكًا بقصد التدمير ولكن بقصد إعادة البناء والتحرر من أوهام الأنثروبولوجيا العلمية الحديثة.

عنوان رسالة الدكتوراه

الاتصال الثقافي والشخصية

ملخص رسالة الدكتوراه

لا يوجدتوخى الباحث إطاراً نظرياً متعدد الاتجاهات والأبعاد ( ومنهجه ثلاثية الأبعاد ) يلائم دراسة التحولات الثقافية والسيكوثقافية التي تجري في عالم ما بعد الحداثة التعددي , سريع التغير , والذي انداحت سياقاته , وتمثيلاته , ومعانية , وتمددت لتحتضن ثقافات محلية غير غربية كالثقافات الواحاتية. وأغلب الظن أن هذا الإطار النظري قد نجح في توجيه مسارات البحث واستراتيجياته لتحقيق هدف محوري تمثل في الكشف عن تأثيرات الاتصال الثقافي الكوني والثقافة الكونية في بنية الثقافة والشخصية والذات الواحاتية , التي حافظت على استمرارية , وآليات إعادة إنتاج سماتها ومعالمها , حتى وقت ليس ببعيد ، وكذا الكشف عن ما تعكسه هذه التأثيرات وما تمخض عنها من تغيرات ، ومن تحولات في بني سمات الشخصية المصرية. وقد كان وقوع الاختيار علي الثقافات الواحاتية بؤرة للبحث والمقاربة المتعمقة نابعاً من قناعة بأنها تتمتع مازالت بخصوصية ، وثراء فذ ، كما كانت تتميز بانعزالية ومحدودية توفر القدرة علي رصد ما ينجم عن الاتصال الثقافي الكوني من ضعف وتشوش لإدراك الحدود Deteritorialization واختراق الآخر الثقافي الغربي للثقافات المحلية . وتبدو مظاهر وتجسيدات هذا الاختراق الثقافي واضحة في السياقات الثقافية والاجتماعية – علي مستويات مادية وسلوكية وعياينة , ومستويات معرفية إدراكية - لا تكاد تخطئها عين الرائي , وتتجلى في القلق الذي يحيق بكبار السن من جراء التغيرات السريعة العاصفة واللامتساوقة التي تتواتر على الثقافات الواحاتية وتعتري الثوابت والمرتكزات الثقافية ، والتي يستشعرونها آليات تتهدد وجودهم . لقد تأكد ولوج الثقافات الواحاتية إلى منظومة كونية تميز حقبة ما بعد الحداثية خاصة بعد ارتباطها بالسوق العالمي والرأسمالية المعاصرة – عن طريق تصدير محاصيل كالبلح – وبعد أن احتوتها دورانات السلع والمعاني والتمثيلات الكونية ، وحركة البشر في إطار السفر والسياحة ، وبعد هيمنة ايديولوجية النزعة الاستهلاكية ، التي تعتبر قوة دفع الرأسمالية الكونية التي في سبيلها إلى تحطيم القيم الثقافية التقليدية , المستندة علي القرابة وبني المجتمع المحلي . لقد أصبحت الثقافة الاستهلاكية قوة مؤثرة في الجماعات القاصية والأكثر انعزالا ، كما أصبح الاستهلاك محركاً أساسياً وعاملاً أو مبدأ يحدد تعاريف القيمة وتركيب الهويات ويشكل المجال الكوني( ). والواقع أن توافر الوسائط التكنولوجية والإلكترونية الناقلة لقيم العولمة الثقافية بمجتمع الواحات قد فرض على ثقافاته أن تصير جزءاً من , أو ترساً في آلة العولمة التي يعرفها- Suarez-Orozco بأنها عمليات تغير تولد ، في آن واحد ، قوى للطرد والإقصاء عن المركز( حدود الدول القومية ) ، وقوى للدفع باتجاه المركز ( ما بعد القومي )( ). وتفضي هذه القوى إلى تشويش إدراك الحدود ، ونزع الإقليمية عن الممارسات الاقتصادية والثقافية والاجتماعية ، وذلك عن طريق انتزاعها من سياقاتها التقليدية داخل الدولة القومية التي أصبحت أقل أهمية بوصفها وحدة مترابطة ، خاصة بعد هيمنة الرأسمالية العالمية والليبرالية الجديدة، والشبكات متعددة الاتجاهات والمسارات( ). وبعد أن يسرت التكنولوجيا الحركة العابرة للقومية للبشر والمنتجات والميديا . وتعضد قوى الاندفاع نحو المركز ( الرأسمالي – ما بعد القومي ) آليات التجانس عبر المكان والمسافة . وفي وجود اندياحات السلع والصور والأفكار والسفر عبر الثقافية تتخلق إمكانية وجود تعددية داخل مجتمعات محلية كالواحات: تعددية اجتماعية وثقافية ، وتعددية على مستوي الممارسات والذوات . وبرغم انقسام منظري العولمة إلى فريقين يؤيد أحدهما تبلور تجانس كوني , بينما يؤكد الآخر على تولد لاتجانس لا محدود ، فإن هذا البحث قد كشف إمكانية أخرى يتعايش من خلالها التجانس واللاتجانس معا ، وذلك في عالم ما بعد (11) سبتمبر الذي تغير فيه الولايات المتحدة سياساتها حيال العولمة,وتركز علي العولمة السيكولوجية والذهنية( ) ، ويسهل فيه اختراق الحدود وعبورها بمرونة ، والذي يتزامن مع الدفاع عنها . واليوم ينظر إلي الثقافة باعتبارها عائقاً خاصة الثقافة التقليدية التي ترتبط بميل أو استعداد ثقافي أو سيكولوجي يحول دون اعتناق الحداثة والتوحد مع ثقافة الليبرالية الجديدة( ).

جميع الحقوق محفوظة ©سيد محمد على فارس