القوى البحرية في شرق حوض البحر المتوسط زمن الحروب الصليبية حتى أواخر القرن الثالث عشر الميلادي
ملخص البحث
كان للنشاط البحري لدول شرق حوض البحر المتوسط أهمية كبيرة في الحروب الصليبية ففضلًا عن قيام الأساطيل بدورها الحربي كان لها دور كبير في النشاط التجاري وقد عاصرت هذه الفترة كل من الدولة الأيوبية و دولة المماليك و اهتم حكام هذه الدول بالأسطول لتحقيق الأهداف الحربية و التجارية.
فمن الناحية الحربية:
نجد الحملتين الصليبيتين (الأولي و الثانية) قد تعرضتا لكثير من المخاطر و الكوارث أثناء اتخاذها الطريق البري كذلك نجد في الحملة الصليبية الثالثة تعرض جيش فردريك بربروسا للأخطار الكثيرة التي أدت إلي القضاء علي معظم جيشه. لذلك وجد الصليبيون أن أسلم طريق للوصول إلي بلاد الشام هو الطريق البحري لأنه الأكثر امانًا.
و اتخذت الحملات ابتداء من الحملة الصليبية الثالثة الطريق البحري للوصول إلي بلاد الشام والذي ربطهم بوطنهم الأم في غرب أُوروبا، كما أن الاستيلاء علي المواني الساحلية في بلاد الشام تطلب من الصليبيين وجود قوى بحرية و أساطيل للدفاع عنها، و على هذا النحو شهد الحوض الشرقي للبحر المتوسط زمن الحروب الصليبية نشاطًا بحريـًا واسعـًا سواء من جانب الأساطيل الغربية و بصفــة خاصة الأسـاطيل الإيطالية التي شاركت فـــــي الحملات الصليبية بدور كــــبير(جنوة-بيزة-البندقية).
ويتضح دور هذه القوى البحريــة في الحمـــلات الصليبية وما قــــامــــت به من نقل الصليبيين عن طريق البحر إلي الشرق الأوسط أو نقل المؤن و الامدادات إلي الصليبيين بالشام و مساعدة الصليـــبيين في الاستيلاء علي المواني البحرية ببلاد الشام وهنا نستطيع أن نقرر أن القوي البحرية الإيطالية لم تكن مدفوعة إلى تقديم جميع تلك المساعدات للصليبيين بوازع ديني و إنما جرت وراء مصالحها الاقتصـــادية الخـــاصة. حيث كانت جنوهة من أولي القوى البحرية الإيطالية التي قدمت يـــــــد المساعدة للحملات الصليبية و بذلك حصلت على امتيازات كـــــبيرة في بـــــلاد الشــــام ثم تبعتها البندقية و بيزة و الجمـــيع حرص على عقد الاتفاقيات مع الصليبيين قبل تقديم المساعدة البحرية لهم لتحقيق مكاسب تجارية. لذلك عمــل الصليبيبيون علي تأمين هذا الطريـــق البحري و تـــأمين المواني المطلة عليه، و من ناحية أُخرى فإن نشاطـ الأسطول الاسلامي في الدفاع عن مواني بلاد الشام ضــد هجمات الصليبيين منذ أيام الفاطميين و حــتى العـــصــر المملوكي قد جعل من الحوض الشرقي للبحر المتوسط ميدانًا نشطًا في الصراع بين المسلمين و الصليبيين. ولاكتمال الصورة كان لزامًا علينا دراسة النظم البحرية زمن الحروب الصليبية سواء عند المسلمين أو الصليبيين و هذه النظم تشمل مراتب البحرين و أهم أنواع السفن التي استخدمت في القتال البحري في ذلك الوقت و ما كانت تجهز به قطع الأسطول مــن معدات مختلفة تضمن الحماية و الأمان لرجال الأسطول كما تعرفنا على أهم الخـطــط الحربية البحرية و أساليبها التي استخدمها رجال الأسطول لتحقيق النصر على الأعداء.
الكلمات المفتاحيه
القوى البحرية في شرق حوض البحر المتوسط زمن الحروب الصليبية حتى أواخر القرن الثالث عشر الميلادي