التكامل السياحي الخليجي بين الإمكانات والتحديات: دراسة جغرافية

ملخص البحث

أصبح التكامل السياحي الخليجي مطلبا ضرورياًّ، لما له من آثار مباشره ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﻁﺎﻋﺎﺕ الاقتصادية، فضلا عن المساهمة في تحسين أسلوب ونمط الحياة الاجتماعية والثقافية لعموم أفراد المجتمع ويزيد من دعم أواصر التعاون والتواصل الثقافي والاجتماعي، مما يزيد من تلاحم الشعوب الخليجية وتوحيد مواقفها إزاء القضايا والتحديات التي تواجهها. كما أن تنشيط السياحة البينية الخليجية سيسهم في ﺘﻭﺴﻴﻊ ﺍﻟﻘﺎﻋﺩﺓ الإنتاجية وتنويع اقتصاد المنطقة ﺇﺫ ﻴﻌﺘﺒﺭ ﺍﻟﺩﺨل ﺍﻟﻤﺘﺄﺘﻲ ﻤﻥ ﻗﻁﺎﻉ ﺍﻟﺴﻴﺎﺤﺔ ﺃﺤﺩ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﺼﺎﺩﺭ ﺍﻟﻬﺎﻤﺔ، فهو ﺃﺤﺩ ﻤﺼﺎﺩﺭ ﺍﻟﺩﺨل ﻏﻴﺭ ﺍﻟﻘﺎﺒﻠﺔ ﻟﻠﻨﻀﻭﺏ ﻤﻘﺎﺭﻨﺔ ﻤﻊ ﺍﻟﺩﺨل ﺍﻟﻤﺘﺄﺘﻲ ﻤﻥ ﺍﻟﻨﻔﻁ ﺃﻭ ﺍﻟﻘﻁﺎﻉ ﺍﻟﺯﺭﺍﻋﻲ، فضلا عن أن السياحة صناعة كثيفة العمالة فمعدل توفير فرص العمل في قطاع السياحة أكثر سرعة من المعدلات السائدة في القطاعات الأخرى بنحو 1.5 مرة ، وتشير دراسة البنك الدولي أن تكلفة خلق فرصة عمل في مجال السياحة تتراوح بين 20-40 دولار. ﻭﺒﺫﻟﻙ ﻓﺎﻥ ﺼﻨﺎﻋﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺤﺔ ﻴﻤﻜﻥ ﺃﻥ ﺘﻭﺍﺯﻱ ﻓﻲ ﺃﻫﻤﻴﺘﻬﺎ ﺃﻱ نشاط إنتاجي يقدم خدمات اقتصادية أو اجتماعية لشعوب المنطقة، إذا أُحسن تخطيطها وإداراتها، ومن هنا فالسياحة البينية الخليجية هي الرصيد الاستراتيجي مستقبلا. وتمتلك دول مجلس التعاون الخليجي إمكانيات كبيرة لتحقيق التنمية المستدامة والتكامل في قطاع السياحة، إلا انه بالنظر إلي الحصة المتواضعة التي تتمتع بها تلك البلدان في السوق السياحة العالمية، اذ بلغ معدل التنافسية السياحية عام 2013م في دولة الإمارات نحو 4.86 وهي بذلك تأتي في المكانة الـ 28 عالميا، تليها قطر والبحرين وعمان والسعودية والكويت على الترتيب في المرتبة الـ 41- 55- 57 - 62 - 101 عالميا، وهذا يوضح أن الجزء الأكبر من تلك الإمكانيات السياحية بالدول الخليجية لم يستغل بعد ، وان الأداء السياحي لدى الكثير منها يظل أدنى بكثير من المستوى المطلوب. بناء على ما سبق يتساءل البعض عن السبب في غياب التكامل السياحي الخليجي على الرغم من إنشاء مجلس التعاون الخليجي منذ أكثر من ثلاثين عاما، وعلى الرغم من وجود الكثير من القواسم المشتركة بين الشعوب الخليجية كاللغة والدين والتاريخ المشترك والعلاقات الاجتماعية الوثيقة سواء القبلية أو العائلية، إلي جانب ما تتمتع به هذه الدول من تراث طبيعي وجغرافي واجتماعي وثقافي غني ومتنوع. وهنا ﺘﻜﻤﻥ ﺃﻫﻤﻴﺔ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺔ إذ تقع في إطار جغرافية السياحة إلي جانب ارتباطها بعلمي الاجتماع والانثروبولوجيا اللذان يسهمان بموضوع التأثيرات الاجتماعية والثقافية للسياحة . لذلك تطرح هذه الدراسة سؤالين هما: ما إمكانيات التكامل السياحي الخليجي؟ وما الحلول والاستراتيجيات المقترحة لتجاوز تحديات التكامل السياحي الخليجي؟.

الكلمات المفتاحيه

التكامل السياحي، تنمية السياحة البينية، الأبعاد الاقتصادية، الأبعاد الاجتماعية، الأبعاد الثقافية، الدول الخليجية

جميع الحقوق محفوظة ©سيد رمضان سيد عبدالعال