ما بعد - بعد الحدااثة

ملخص البحث

ما المصير الذي آلت إليه ما بعد الحداثة في الأنثروبولوجيا والعلوم الاجتماعية ؟ هل تلاشت كلية كنموذج إرشادي هيمن خلال عقود نهاية القرن العشرين، أم اندمجت في نموذجين إرشاديين برزا في النظرية المعاصرة، وهما ما بعد - بعد الحداثة والحداثة السائلة والخفيفة؟ من الخطأ التظاهر بأن ما يربو على عشرين عاماً من تاريخ النظرية الاجتماعية والأنثروبولوجية قد تلاشت أو لم تقع ببساطة، أو أن تراث ما بعد الحداثة غير حقيقي. يقر عدد كبير من العاملين في الدوائر الأنثروبولوجية بالقيمة العلاجية والإصلاحية للنقد الذي وجه في ثمانينيات القرن العشرين إلى الكتابة الإثنوجرافية. فقد اتسع موضوع الدراسة الأنثروبولوجية وحدوده التحليلية، خصوصاً في ظل الظرف ما بعد الحداثي، إضافة إلى البصمات التي تركها تيار ما بعد الحداثة على النظرية والممارسة الأنثروبولوجية والسسيولوجية. ومع ذلك، يبرز ثمة تحول وقع مؤخراً في النقاش الأكاديمي فيما يتعلق بموت ما بعد الحداثة. فبدلاً من الاستمرار في الجدل الدائر حول نهاية ما بعد الحداثة، هل انتهت أو وجُدت من الأساس، صرف المفكرون والنقاد أنظارهم إلى مرحلة تعقب ما بعد الحداثة، وتعرف بما بعد - بعد الحداثة. كما تشكل نموذج إرشادي، مدفوعاً بانتقادات عنيفة صُوّبت إلى ما بعد الحداثة، وهو الحداثة السائلة والخفيفة. والبين أن الأدبيات العربية تعاني ثمة قصوراً جلياً فيما يتعلق بتتبع واقتفاء تجليات ما بعد – بعد الحداثة وتأثيراتها في ميادين كثيرة، خاصة ميادين العلوم الاجتماعية. لذلك تتبدى أهمية هذه الدراسة التي تهدف إلى: (1) مراجعة مقولات ما بعد الحداثة، ورهاناتها، وتجلياتها في العلوم الاجتماعية، وما صُوّب إليها من انتقادات أفضت إلى إعلان نهايتها وموتها. (2) رصد تأثير هذه الانتقادات في تحول النظرية والممارسة في العلوم الاجتماعية، خاصة الأنثروبولوجيا، إلى ما بعد – بعد الحداثة والحداثة السائلة؛ (3) استجلاء القواسم المشتركة التي تجمع ما بعد الحداثة، وما بعد - بعد الحداثة، والحداثة السائلة والخفيفة؛ (4) الكشف عن أبرز الاتجاهات الموضوعية والنظرية التي برزت بتأثير نموذجي ما بعد - بعد الحداثة والحداثة السائلة والخفيفة الإرشاديين. وقد توخى الباحث في مقاربته أسلوبين منهجيين هما تحليل المضمون والأسلوب التحليلي النقدي. وقد خلصت الدراسة إلى عدة نتائج من أهمها: (1) ليس ثمة تنافر صارخ بين ما بعد - بعد الحداثة والمنظور ما بعد الحداثي. (2) تمثل ما بعد - بعد الحداثة طريقاً ثالثًا يجمع بين بعض مقولات الحداثة وما بعد الحداثة. (3) تعد ما بعد – بعد الحداثة مرحلة انتقالية وطريقاً إلى الحداثة السائلة والخفيفة.

الكلمات المفتاحيه

ما بعد الحداثة، ما بعد - بعد الحداثة، الحداثة السائلة، الحداثة الخفيفة، العلم الاجتماعي، النظرية الأنثروبولوجية.

جميع الحقوق محفوظة ©سيد محمد على فارس