إشكاليَّة انفتاح التَّوصيف النَّحْويِّ عند أبي حيَّان الأندلسيِّ
ملخص البحث
يحاول هذا البحث إعادة قراءة نحو أبي حيَّان الأندلسيِّ ، المتمثِّل في تفسيره "البحر المحيط" ومصنَّفاته الأخرى . وذلك من خلال الكشف عن الخيط النَّاظم والتَّصوُّر الكامن وراء جزئيَّاته . وقد تبيَّن لنا جليًّا أنَّ تصوَّره للنَّحو يقوم على الفصل المنهجيِّ بين النَّحو المجرَّد والنَّحو التَّفسيريِّ . وهذا الفصل جعل التَّركيب النَّحويَّ منغلقًا على نفسه في النَّوع الأوَّل ، منفتحًا على غيره من عناصر البلاغة والتَّداول في النَّوع الثَّاني ؛ ممَّا شكَّل انفتاحًا في التَّوصيف النَّحْويِّ عنده . وعلى الرُّغم من أنَّ هذا الفصل مستهجنٌ عند بعض الباحثين، إلَّا أنَّنا نرى فيه دلالة على صحَّة منهج صاحبه وسلامة رؤيته في التَّعاطي مع النَّصِّ القرآنيِّ من جهة ، والتَّعاطي مع الشَّاهد والمثال من جهة أخرى .
وقد كان صنيعنا في هذا البحث موقوفًا على استجلاء ملامح هذا التَّصوُّر النَّظريِّ الذي وضعه أبو حيَّان، والعمل على تجميعه في بناء نسقيٍّ ، يوضِّح فكره النَّحويَّ ويفصح عن تماسكه الدَّاخليِّ ، ويفتح في الآن نفسه المجال لإمكانيَّة قراءة الفكر النَّحويِّ التُّراثيِّ قراءة أقرب إلى روح العصر، دون أنْ يكون في ذلك أيُّ مساس بطبيعة هذا التُّراث أو بخصائصه ، بل على العكس من ذلك تبدو عناصره في صياغتنا المعاصرة أكثر ثراءً وأبلغ عمقًا وأوفر حظًّا في إمدادنا بكيفيَّة فهم النَّصِّ .
الكلمات المفتاحيه
إشكاليَّة انفتاح التَّوصيف النَّحْويِّ عند أبي حيَّان الأندلسيِّ