فاعلية الجمعيات الأهلية في تنمية الموارد البشرية (دراسة تقييمية لبرامج جمعية تنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة "ريديك " بمدينة بني سويف)

استهدفت هذه الدراسة بوجه عام التعرف علي مدي فاعلية الجمعيات الأهلية في تنمية الموارد البشرية، والكشف عن أهم المعوقات التي تحد من فاعلية هذه الجمعيات في تحقيق التنمية البشرية. ومن أجل تحقيق أهداف الدراسة، اعتمدت الطالبة علي استخدام عدة مناهج علمية تتمثل في المسح الاجتماعي عن طريق العينة، ومنهج دراسة الحالة، بالإضافة إلي المنهج المقارن، حيث قامت الباحثة بإجراء المقارنة بين المستفيدين وغير المستفيدين من أنشطة الجمعية محل الدراسة، وهي جمعية تنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة بمدينة بني سويف.وقد بلغ مجموع مفردات العينة 310 مبحوثا، منهم 220 مبحوثا من المستفيدين من أنشطة الجمعية محل الدراسة، بالإضافة إلي 90 مبحوثا من غير المستفيدين من أنشطة الجمعية.وقد تم اختيار مفردات العينة باستخدام أسلوب العينة العمدية أو الغرضية والتي تعد أحد أساليب العينات غير العشوائية، كما تم جمع البيانات اللازمة لهذه الدراسة عن طريق عدة أدوات منهجية تتمثل في استمارة المقابلة، وتحليل الوثائق والسجلات، والملاحظة المباشرة، والمقابلات المتعمقة. وقد كشفت نتائج الدراسة عن فاعلية الجمعية ونجاحها في تحقيق أهدافها إلي حد كبير، حيث تبين زيادة فاعلية الجمعية في تنمية الموارد البشرية من خلال الاستثمار في برامج التعليم، والتدريب وتنمية المهارات، والتوظيف وإتاحة فرص العمل، ونشر الديموقراطية وتدعيم الحرية السياسية، وتشجيع المستفيدين علي المشاركة في اتخاذ القرارات المتعلقة بتنمية الموارد البشرية. كما كشفت نتائج الدراسة عن أهم المعوقات التي تحد من فاعلية الجمعية في تحقيق أهدافها، ومنها المعوقات الإدارية والتنظيمية مثل سيطرة الهيئات الحكومية علي أنشطة الجمعية، وضعف الخبرات والمهارات الإدارية بالجمعية، وعدم وجود لجان نسائية. ومن المعوقات المالية: نقص الدعم والتمويل الحكومي، و ضعف دعم القطاع الخاص، وتأخر المستفيدين في تسديد قروض المشروعات، وعدم استثمار الموارد المالية للجمعية، وعدم توافر الخبرة المالية في المسائل المالية، وضعف الرقابة علي المسائل المالية.ومن المعوقات التشريعية: عدم تطوير اللوائح الداخلية للجمعية والقيود التي تفرضها التشريعات علي العمل الأهلي. واتضح من الدراسة أن هناك بعض المعوقات التي تتعلق بأهم عناصر التنمية البشرية مثل التعليم والتدريب، تتمثل في تأخر استخراج بعض الشهادات للحاصلين علي الدورات التدريبية، وقلة الدورات والبرامج التعليمية والتدريبية، وعدم انتظام المستفيدين من الطلاب في التدريب والعمل بالمصانع، الأمر الذي قد يعرضهم للفصل من العمل.