"شبكة العلاقات الاجتماعية ومواجهة مشكلة البطالة بين الشباب" بحث ميداني مقارن في مدينة بني سويف

استهدفت الدراسة الحالية بوجه عام التعرف على دور شبكة العلاقات الاجتماعية في توفير فرص عمل للشباب؛ والمتمثل في الدعم الوظيفي للشبكات, كما أنها تهدف إلى الكشف عن مجالات الدعم الأخرى التي توفرها عضوية الشبكات, بالإضافة إلى تحديد أهم العوامل التي تساهم في استفادة البعض من دعم شبكاتهم الاجتماعية بصورة أكبر من الآخرين؛ من خلال الكشف عن تأثير حجم وكثافة الشبكات وخصائص أعضائها وطبيعة العلاقات بداخلها ومدى التمسك بقيم ومعايير بناء وتعبئة الشبكات ولتحقيق أهداف الدراسة اعتمدت الباحثة أساسًا على استخدام منهج المسح الاجتماعي عن طريق العينة؛ حيث تم اختيار عينة مكوَّنَة من 600 مفردة؛ مقسمة إلى عينتين فرعيتين؛ تضم كلٌّ منهما 300 مفردة؛إحداهما من العاملين في قطاعين مختلفين؛ وهما القطاع الحكومي؛ والذي تمثله جامعة بني سويف الحكومية، والآخر القطاع الخاص؛ والذييمثله جامعة النهضة الخاصة, أما عن العينة الفرعية الأخرى فهي من المتعطِّلين عن العمل، والذين تم اختيارهم من ريف وحضر مدينة بني سويف, كما استعانت الباحثة بالمنهج المقارن؛ حيث تم اجراء مقارنة بين العاملين والمتعطِّلين محل الدراسة؛ حتى يمكن تحديد أهم العوامل التي تساهم في استفادة البعض من دعم شبكاتهم بصورة أكبر من الآخرين, وأيضًا للكشف عن أكثر العلاقات تأثيرًا في مجال الدعم الوظيفي, وأيضًا في تحديد مدى تأثير الشبكة وظيفيًّا داخل قطاعات العمل المختلفة (الحكومية والخاص), وبين المؤهلات التعليمية المختلفة. وقد اعتمدت الباحثة علىأربع أدوات منهجية لجمع البيانات التي تتطلبها الدراسة؛ وهي استمارة المقابلة, الملاحظة المباشرة, الإخباريون, تحليل الوثائق والسجلات . وقد توصلت الدراسة لعدد من النتائج أهمها:  تلعب شبكة العلاقات الاجتماعية دورًا كبيرًا في مجال توفير فرص عمل للشباب, ويظهر تأثيرها بصورة أكثر وضوحًا من خلال العلاقات القوية المتمثِّلَة في العلاقات القرابية، وعلاقات الصداقة والجيرة، والعلاقات مع ذوي الخلفيات والأوضاع الاجتماعية العليا؛ مقارنةً بالعلاقات الضعيفة بالمعارف.  تتنوع الآليات التي تعمل بها الشبكات لتوفير فرص عمل للشباب؛ ومنها الاستفادة من الخلفيات والأوضاع الاجتماعية والوظيفية للوالدين, الاستخدام الوقتي والمستعار لموارد أعضاء الشبكة؛ والمتمثل في الاستفادة من سلطة ونفوذ طرف العلاقة للتأثير في القرارات الخاصة بالفرد, وأخيرًا تعمل من خلال قدرتها الفائقة على تدفق المعلومات عن سوق العمل الخفي، والمتغير بين أعضاء الشبكات.  أن فعالية الشبكات كأسلوب في البحث عن عمل؛ من خلال الاعتماد على الخلفيات والأوضاع الاجتماعية والوظيفية للوالدين، أو من خلال الاستخدام المستعار لسلطة ونفوذ طرف العلاقة يؤدي إلى حالةٍ من عدم المساواة بين المتنافسين على الدخول إلى سوق العمل؛ حيث تبين أن ذوي الخلفيات الاجتماعية والوظيفية العالية لديهم القدرة على الدخول إلى سوق العمل بصورة أكبر من ذوي الخلفيات والأوضاع المتدنية.  يظهر تأثير الشبكات الاجتماعية في مجال توفير فرص عمل للشباب بصورة أكثر وضوحًا داخل القطاع الخاص مقارنةً بالقطاع الحكومي.  يزداد تأثير الشبكات الاجتماعية في مجال توفير فرص عمل للشباب بين المؤهلات المتوسطة؛ مقارنةً بالمؤهلات التعليمية الأخرى المختلفة.  تبدو الشبكات الاجتماعية قليلة التأثير على كلٍّ من الكفاية الوظيفية (ملائمة الوظيفة مع التخصص)، والعوائد النقدية(مستوى الأجور)؛ والذي اتضح من خلال حالة عدم الرضا التي يعاني منها غالبية المستفيدين من دعم شبكاتهم وظيفيًّا؛ نتيجة لعدم ملائمة الوظيفة مع التخصص وقلة الأجور.  إلى جانب الدعم الوظيفي للشبكات, تبين أنها تساهم في توفير مجالات مختلفة من الدعم لأعضائها؛ ومنها الدعم العاطفي والمادي والمعرفي، أو المعلوماتي، والدعم المهني.  تتعدد العوامل التي تساهم في استفادة البعض من دعم شبكاتهم الاجتماعية بصورة أكبر من الآخرين؛ ومنها الآتي: - حجم الشبكات وكثافتها. - خصائص الأعضاء؛ والمتمثلة في قوة ومكانة طرف العلاقة. - طبيعة التفاعلات والعلاقات داخل الشبكة. - مدى التمسك بقيم ومعايير بناء الشبكات الاجتماعية عند بناء العلاقات الاجتماعية.