مرحبًا بكم
تاريخ الميلاد:10/15/1975
رقم التليفون:01005068993
البريد الالكترونى:Naglaa.mostafa@art.bsu.edu.eg
العنوان:القاهرة
الفلسفة الحديثة والمعاصرة
يمثل الاهتمام باللغة والفن وبالموضوعات المتعلقة بهما محوراً رئيساً من محاور اهتمام الإنسان، وبالتالى يعد البحث فى هذا الموضوع دراسة لجانب هام من جوانب فكر الإنسان، وللغة أهميتها الكبيرة ليس فى مجال البحث الفلسفى فقط، ولكن فى كل المجالات التى تهم الإنسان، وذلك لأنها تكاد تكون القاسم المشترك بين العديد من فعاليات الطبيعة البشرية. وهى بوجه عام تعد أداة ووسيلة لا غنى عنها لتبادل الأفكار والمشاعر والرغبات، وعن طريقها تبدأ خطواتنا فى التعرف على العالم من حولنا، فمعظم التعلم الإنسانى يتم عن طريق اللغة، فما يعرفه الفرد عن طريق خبراته المباشرة عن الكون الذى يعيش فيه لا يشكل إلا جزءاً صغيراً من المعرفة إذا ما قورن بما يتعلمه عن طريق اللغة، وآية ذلك أننا جميعا نعلم أن لدغات الأفاعى سامة وبعضها يكون قاتل، ولكن القليل منا من لدغته أفعى سامة، أو رأى أحد يموت بلدغة أفعى، ولكننا تعلمنا ذلك عن طريق اللغة قولا وكتابة فموضوع اللغة إذن من أهم الموضوعات التى يمكن تناولها فلسفياً، فمنطلقات دراسة اللغة متعددة ومتنوعة حيث يهتم بدراستها علماء اللغة وعلماء الطبيعة والعلماء بوجه عام ونقاد الأدب والفن والفنانين والأدباْء، فكل يحاول من خلال تعمقه فى تلك الظاهرة المعقدة أن يفهمها وأن يحل جانباً من مشكلاتها حتى يتثنى له فهم المجتمع والحضارة. والحق أنه إنه إذا كانت منطلقات دراسة اللغة عديدة ومتنوعة، وأن البحث فى موضوع اللغة عميق ومثير ومتشعب وخصب، فإننا فى هذا البحث لن نهتم بأمر اللغة التى تشكل الفكر وكل الأنشطة الإنسانية،وإنما سنركز اهتمامنا بشكل أساسى على اللغة الجمالية، التى تحتل دورا مهما فى مجال الفن والفلسفة. حيث أنه من الصعب الفصل بينهما فالعلاقة بين الفن واللغة قوية جداً، خاصة وأنه فى كثير من الأحيان يُنظر إلى الفن بوصفه لغة فهو أولى الوسائل التى أفصح بها الإنسان عن ذاته، وفى المجتمعات البدائية كان الفن يندمج مع اللغة ويتحد بها، بحيث يمكن القول بأنه كانت هناك وحدة عميقة تجمع بينهما، فالكلمة فى اللغة كانت دائما مصحوبة بصورة أو رسم يقوم بنفس الوظيفة، فللغة أهميتها الكبيرة في مجال الفن لأنها بالنسبة للفنان مجال عمله، وبدونها لا يكون هناك أي عمل فنى، فلا يمكن أن تقوم القصيدة بدون الكلمات، فهي تشكل البنية الأساسية لها، وحتى الفنون التي لا تحتوي لغتها على كلمات تكون لها لغة خاصة، وعلى الجانب الآخر نلاحظ أيضاً أهمية الفن نفسه للغة وخاصة الشعر الذي يطور اللغة ويزيدها عمقاً وثراءاً، فاللغة عند ارتباطها بالفن تصبح أكثر تعبيراً من أي لغة أخرى، سواء كانت لغة مباشرة مثل لغة الشعر والأدب، أو لغة غير مباشرة أو صامتة كلغة التصوير والنحت، فمن المؤكد أن هذه اللغة تكون أفصح من أي لغة أخرى استهلكها الاستعمال العادي. هذا على المستوى الفنى أما على المستوى الفلسفي فإننا نؤكد أن العلاقة بين اللغة والفن التي تشكل محور دراسة هذا البحث تعد مجالاً خصباً يستقطب إليه الكثير من الباحثين والدارسين اعترافاً منهم بأهمية كل منهما للأخر وأن اللغة عندما ترتبط بالفن تصبح أكثر تعبيراً وتأثيراً، ولعل أول من أشار إلى ذلك من الفلاسفة هو أفلاطون بحيث يمكن القول بأن هجومه على الفن لم يكن خوفاً غير قائم على أساس، أو مجرد مهاجمة للفن في حد ذاته، وإنما كان خوفاً من سحر اللغة ، اللغة الشعرية التي لها تأثيرها القوي على النفس والذي يتجاوز سائر لغات الفنون الأخرى. فاللغة الجمالية ليست مجرد مجموعة مزخرفة من الكلمات بل أن اللغة الجمالية ضرورة ملحة من ضرورات النفس الإنسانية في حوارها مع الآخرين، ومن هذا المنطلق احتلت اللغة الجمالية دور أساسي وفاعل في التجربة الإنسانية، لا يقل أهمية عن الدور الذي يقوم به العلم، فاللغة الجمالية لها دورها الهام في الكشف عن عالم من المعاني والبناءات ينشئها الإنسان ولا تكون أقل أهمية في الكشف عن حقيقة فكرة عن النظم العلمية المختلفة، وهذا يظهر بوضوح عند العديد من الفلاسفة المعاصرين اللذين لم يكتفوا بدراسة كيفية قيام اللغة ببناء عالمنا الموضوعي فقط، بل اتجهوا لدراسة كيفية قيامها ببناء عالمنا الذاتي والداخلي من خلال ارتباطها بالفن وقضاياه، هذا المجال الذى يكشف لنا عن الماهية الحقيقة للغة. والحق أن هناك العديد من الأسباب التي دفعتنا إلى دراسة اللغة من الزاوية الجمالية، وأول هذه الأسباب هو أن اللغة في طابعها الأصلي لا تعبر عن الفكر فحسب، بل تعبر عن الانفعالات أيضاً، فارتباط اللغة بنظرية الانفعالات ارتباطاً قديماً ينطلق من أن اللغة في الأساس لغة انفعالية فالإنسان قبل أن يتخذ طريقه ألى اللغة العقلية المنطقية، فإنه قد وجد أداته في التعبير عن انفعالاته ومشاعره عن طريق صيحاته ونداءاته التي كان يطلقها بين الحين والآخر فاللغة ترتبط بنظرية الانفعالات لأن كل انفعال قوي تصحبه دائماً الحاجة إلى التعبير عنه، واللغة تمتاز بقوة خيالية أو مجازية تجعل علاقتها بالشعر وثيقة جداً، ولذلك كان من الضروري النظر إلى اللغة من الزاوية الجمالية ورفض النظر إليها من خلال مستوى واحد فقط هو المستوى العلمى الذي لا يشكل إلا بعداً واحداً من أبعاد اللغة، وهو ما يعنى رفض وجهه نظر الوضعية المنطقية بشأن اللغة الجمالية وعباراتها. وتسعى هذه الدراسة للإجابة على عدة تساؤلات من بينها 1) إذا كانت اللغة هى ما يحدد ماهية الإنسان وتميزه عن الحيوان، فأين تكمن ماهية اللغة ؟ 2) هل يمتزج الفكر باللغة أم أنه ينفصل عنها، وهل اللغة مجرد أداة لغيرها من الفاعليات البشرية أم أن ماهيتها أعمق من ذلك ؟ 3) هل الدلالة اللغوية في أى نص لغوى تقتصر على وظيفة المحاكاة فقط أم أن هناك أبعاد أخرى ؟ وهل تنجح المحاكاة فى التعبير عن ماهية اللغة أم أن مصيرها فى مجال اللغة مثل مصيرها فى الفن هو العجز والقصور ؟ 4) إذا كانت أصل اللغة عاطفى انفعالى وكان الفن أو الشعر هو الشكل الأسمى للغة العاطفية فهل يعني ذلك أن الدراسات اللغوية هي نفسها الدراسات الجمالية وأن البحث في مشكلات وقضايا الفن يعني البحث فى مشكلات وقضايا اللغة أم أن هناك فارق بينهما ؟ 5) هل جوهر اللغة الجمالية يكمن في تمثيل العواطف والانفعالات فقط، وهل يعد الانفعال أهم عناصر اللغة الجمالية ؟ 6) هل حقاً يمكن أن تكون هناك علاقة بين الشعر الذى هو لغة للوجدان وبين الفلسفة والعلم كلغات العقل وإذا كان هناك علاقة حقاً فما طبيعة هذه العلاقة ؟ 7) إذا كانت الماهية الحقة للغة لا تتجسد إلا من خلال الشعر فهل لهذا الشعر لغة خاصة، أم أن لغته هي اللغة العادية ؟ 8) هل اللغة كافية للتعبير بشكل تام عن أى شئ أم أن هناك جوانب من التجربة البشرية تعجز اللغة عن صياغتها ؟ 9) هل من الممكن وجود ترجمة ناجحة للشعر سواء إلى لغته أو إلى أية لغة أخرى ؟ أما عن المنهج فكان هو المنهج التحليلى النقدى المقارن، حيث قمنا بتحليل أراء الفلاسفة الذين تناولوا موضوع علاقة اللغة بالفن بهدف نقد هذه الآراء أو مقارنة بعضها بالبعض الآخر، كما أننا التزمنا أيضاً فى عرضنا للشخصيات بالتسلسل التاريخى: هذا وقد تضمنت الرسالة على مقدمة وخمسة فصول وخاتمة. تناولنا فى المقدمة أهمية الموضوع، وفى الفصل الأول حاولنا الوقوف على الماهية الحقيقية للغة من خلال دراستنا لأصل اللغة ونشأتها وماهيتها، بينما اختص الفصل الثانى ببحث علاقة اللغة والفن بالمحاكاة والرمز وتأكيد أن الطبيعة الرمزية لكل من اللغة والفن قد أدخلهما فى جانب آخر بعيداً عن إطار المحاكاة الدقيقة، وربطهما بالدراسات الحديثة فى فلسفة اللغة كالسيموطيقا، والسيمانطيقا والهيرمينوطيقا، أما الفصل الثالث فقد ركزنا فيه على دراسة البعد الانفعالى للغة والفن من خلال تركيزنا على الوظيفة التعبيرية فى اللغة لا وظيفتها الاتصالية مع بحث القضايا التى يشترك فيها كل من اللغة والفن فى علاقتهما بالانفعال، أما الفصل الرابع فقد تناولنا فيه نظرة الفلسفة للعلاقة بين اللغة والشعر، وقمنا بدراسة لغة الشعر واللغة العادية لكى نوضح مدى الاختلاف بينهما، وناقشنا أيضاً مشكلة عجز اللغة والتى اتضح من خلالها أن اللغة لا تعجز أبداً عن التعبير عن أى شئ، وبعد ذلك نصل إلى الفصل الخامس وهو آخر فصول الرسالة ناقشنا فيه العلاقة بين الشعر الذى هو لغة للوجدان والفلسفة والعلم كلغتان من لغات العقل وذلك من أجل الوقوف على حقيقة العلاقة بين الشعر كإبداع وصياغة جمالية والفلسفة والعلم كنمطان من أنماط الفكر البشرى، وتأتى بعد ذلك الخاتمة التى تتضمن على بعض النتائج بالإضافة إلى ما احتوته فصول الدراسة من استنتاجات خلال عرض الموضوع.
علم الجمال
يمكنكم التواصل معنا من خلال العنوان التالى
البريد الالكترونى للراسل
مضمون الرساله
جميع الحقوق محفوظة ©نجلاء مصطفى فتحى غراب